نبع السداري

رحــل الزمــان وما بــرحـــت مكـاني فأنا الخــــــــلود ومــا لــديـــــكم فـاني

قـد قالها شاعر بالــــزمان فأصـبحت نهـــجــاً فــــريـداً أراه الآن عنــــواني

أبــدعت يا قـــلم الزمـــان وسحــــره وبـنـيـت للـــمجـد عنــــه عمـــرٌ ثـاني

وكتبت في صــدر الـــزمان روايـــــة تروي لنا مجـــداً وخــــلداً وتــيــجاني

قـصصٌ على ضـفاف النيل فأصبحت روائـــعاً للـــورى بها عـطـــرت آذاني

فـللزمــــان مشاهـــداً للخـــلود كأنها نجــماً يخـلـده الــزمان فصـار برهاني

فذاك نهراً خالداً قــــد شـــــــدوت به فــحـركـت أبيـات شعـرك لب وجــداني

فإليك أرسم لوحة عبر البيان فـريـدة تبـقى يخلدها رغم الـزمــــان زمـــاني

حسباً ونسباً للسدارى به نـشــــــدوا هبـــة قال الــزمان بــها الله أهــــداني

عطراً يفـــوح بــــرَوْحٍ لا مثــيـل لــه وروداً أراها قــــد عطـــرت بستـــاني

ففي ذكــــرهم مجــداً تـــليــداً باقــيـاً فيا نبع الخلــود قـــد أسمعــت أذهـاني

أخـــوال مــلـكاً بالـزمان دنى له مُلك على أرض المقدسات ومهبط القـرآني

فما للزمان بعطرٍ فـاق يـوماً عطرهم ومن سـقى عبدالعزيز مسكاً وريحــاني

نســل العـــروبة شـــدَّ يـــوماً ساعداً دانت له كل البــلاد بحـنكـة ألفــرسـاني

جذر الأصالة يحــكى للــورى سـلـفاً ســقـيــته شـهـداً فـــبــالـزمان سـقـاني

عبـــر الزمـــان مآثـــراً تـــبــقى لهم بها نــشــــــدو وإحــــسـاناً بإحــسـاني

حسباً ودانت له كل المكــارم والعـلا هبـة الـزمان ســدارى بـمــنة الرحمني

جادت لــنا عبـــر الــزمان بــعـصبةٍ ومآثــرٌ لا تخفى على قاصــي ولا دانـي

نسراً ويشدوا في سماءٍ لا غبار بها للـدهـر آيـات وأضحت تحـت جـنـحاني

فلو تاهت الأيام وأبدت لي مساوئها فأنا الشموخ وباقـيــاً للـعـمـر بـنـيـاني

رجــالٌ وعنا ما غاب يوماً ذكــــرهم وأسمـاءُ لا دهــراً طـــواها ونـســـياني

فــما أراهــــم إلا عطـــروا زمـــــنـاً وخلدوا شيماً فذكرتها وجَبَرْتُ أحزاني

أن الزمان يحـــفــظُ عهـــد صاحـبه وإن ضاع يــوماً فلا الــدهــر ينـسـاني

نبـع السدارى به شــربـت قــوافــلنا أدبــاً ومجـــداً ضاقت به أبيات ديواني

فَحَسْبُ الســدارى شاهــداً ومعــرفاً شمسـاً أضـــــاءت لها سمـاء أوطـاني

فــما غابت ولا غاب يـــــوماً نورها مـــذ أشــــرقـــت نـــوراً وإيـــــمـــاني

فما سمعت ذكــراً فاق يوماً ذكـرهـم ومــا أراه اليـــوم إلا فــــاق لـقــمـاني

فقد دعـوت لهم كل القـوافي فانحنت خجـلاً قـد جاوزوا في الوصـف ألحــاني

فتلك أسوداً تسود عريناً لا مثيـل له أســـر القلوب بعفــةٍ زمــانها مـيـــداني

نسب الســـدارى بالـــزمـان دنت له مـآثر باليوم نرويها حكاياتٌ وأشـجـاني

فيـــا سائـــلاً عنهم كـــأنــك غافــلاً فـســألـــت عن مجـــدٍ مــالــه ثـــــــاني

تـــدنـــوا إلـيــه منـايـا للفنا نُصـبت وفــخــراً للـــزمان بــأوتــاد وأركــــاني

فـــما غفى لــهم نجماً ولا بـدراً ولا لبـريـقهم سالـفاً بالورى أراه دعـــــاني

إن السدارى خلدوا للـورى أثراً بــه قـــال العــزيــز من ذا بالزمان ســبـاني

من بهم كـــل المحاســن قد زهـــت وضـــاق بهـا عبـر الـبـيــــان بــيــــاني

ومقــــولة ذهـــل الـــزمـــان بــــها طــوعاً أراهــــــــم قـــد سَبَــوْ سلطـاني

حتى رأيت قصــيدتي قــــد كـُــبـِـلَتْ وخِــصـالهـم أثقـلــت لبيـانها الميــزاني

فلا ناراً لهم خمدت ولا صيتاً لهـــم إلا وجـــدتُ رحــيـقــاً منــه يــغــشــاني

فلا تُدرك الأقلام ولن تبلغ الأحــلام من كان لسفـينة العـز والتاريخ رُبـــاني

فبعطرهم جادت حــروف قصـيدتي أدباً بـــه أســـمعــتُ صُــماً وعُمـــيــاني

شرفاً عريقاً للورى مثلاً أراه اليوم كلؤلؤٍ فــــاضــت به بُحـــــور مُرجــاني

فخذها إليك قصـيدةً وخليدةً عربـيةً يخـطـها قـلـماً ما يــوماً أراه عصــــاني

فلو كــان للــزمان وجـاهةً تـــروى فما بعد السـدارى يبقى نصيب إنسـاني

فتلك أحساب وأنساب للزمان غدت فـــخــــراً وقــبــساً ونهـجــاً وفـُـرقــاني

فإليك اليــوم يا من حركت وجداني وقـُـلــت ذا نيـــلنا وتـــــلك شـــطـــــآني

وزهوت بدرة فاقت بليغ الوصـــف فـجادت وجــــاوزت في السحــــر ألواني

أسـطــر مجـداً لا مـثيـل له إن شاء من شــــاء فــتـــلـك ورود أغصــــــاني