فاقد الموجود

كنت تحيا في فؤادي من زمان

منذ أيامٍ تخلت وكنت أدرك انك داخلي

تجود يوما بالحنين لساحلي

أرضاً تعيش بها هناك

قلباً تراه ولا يراك

وكنت تلقاني هواك

وحباً تربى في رباك

كيف لا

وقد كنت تحيا داخلي

فؤاداً في فؤاد

وشجوناً تحاكي خلها عبر همسات الوداد

متى تفيء إليَّ يا من سكنت بخافقي

وأصبحت مني عاشقي

وملكتني وملكت مني ما بقي

متى تراني وأراك

وتشعر أنني من خلالك اشتكي حر هواك

قلباً تراه ولا يراك

تلك أنتي حبيبتي

قد كنت اشعر انك يوما هنا

في كل همساتي وكل آهات المنى

تلك أنتي يا شجوني

يا من سكنتي في فؤادي وفي عيوني

تلك أنتي يوم أدركت أنتي من تكوني





احبك واعلم أنني أهواكِ

وأني عاشقاً قد ذاب من المنى يوماً في هواكِ

ولست أنساكِ يوم أن كنتِ هنا وهناك

خفقةٌ تحيا هنا وساعة تحيا هناك

في فؤادي لحظة تبقى

وفي فؤادك ِتعيش لحظات

همسة تُحيي عاشقين

قلباً ويحيا في قالبين

شجوناً وما عادت شجون

وأضحت عاشقاً بالهوى مجنون

منكي فتنتي ومنك أنا المفتون

خفقةً كنتي يوما تخفقين بداخلي

واليوم مينائي وكل سواحلي

حتى أراني اليوم فيكي ألقى حياتي

ميلادي وحتى وفاتي

قلباً ويحيا في فؤاد

جرحاً ويلقى من بين أيديك الضماد

فلا تحسبيني عاشقاً أو هائماً بودادي

بل مغرماً فيكي أنا منذ ميلادي









نبضت بقلبي في سكون

حبيبةٌ فاقت بسحرها كل الظنون

قالت هل كنت تبحث عني وأنا أعيش هنا

في الفؤاد وفي الوريد

هل كنت تسمع عني آهتي

نبضٌ وينبض في فؤادك

يوم أن كان وليد

وهل أدركت يوماً أنني حرف قد كتب

وفي سطور أيامٍ قد عشتها عنك فما حُجب

فكيف اليوم تلقاني

بعد أن بدا في القلب بنياني

قلت أنتي في حياتي نجماً أسير كلي في هداه

ولا أرى ضوءً سواه

بل أنتي أنا إن كنت أُدرك ما معنى الحياة

ومعنى حبيباً بات في قلبي وأحيا في رباه

قلت أنتي من تكوني

فرحتي أو دمعتي أو عبرةً بها أروى شجوني

فأنتي مالكاً قد حل في قلبي منذ الأزل

عاش معي في الليل والصبح وما رحل

وما كنت إلا فارساً خاض دروب الهوى فيكي وما ارتجل

عن صهوة ذا الجواد

جواداً ليس كمثله يوما جواد

ما شق طريقه غيري احد

لا سالفاً ولا في العمر يرضى بغيري احد

قد سكنتك وأنتي سكنتي

خافقي وكل أرجائي

فيك ألاقي داء قلبي ومنكي دوائي

فقد كنت يوماً ابحث عن ضنين

به أروى كل أيام السنين

ابحث عن معنى الوجود

وبدون حبي لست أرى معناً للوجود

ومنكي كنت أراني

فاقد الموجود