شئ لايصدق ولكن هذا الزمن ليس فيه عجائب
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
شئ لايصدق ولكن هذا الزمن ليس فيه عجائب
صبيحة احد أيام الصيف الحارة استيقظ أهل الدوار على زغاريد تنبعث من منزل السي عبد القادر.. هذا الأخيرالذي حقق الله اعز أمانيه بعد طول انتظار وطول شوق وطول أمل...
نعم لقد رزقه الله ابنا ذكر ها المرة اختار له من الأسماء اسم عبد الرزاق حمل الأب ابنه وطاف به كل إنحاء الدوار وعمل له عقيقة و ختان لم يسبق لأحد من الأهل أن عملها لما لا وهو من سيحمل اسمه ويعينه على دواير الزمان كما يقال ويكون ساعده الأيمن أينما حل أو ارتحل...
تمر الأيام والأيام والسي عبد القادر يرى فلذة كبده ينمو أمامه ويترعرع فهو كل شيء بالنسبة له ولأمه فكان من اللازم أن يضمن مستقبل ابنه بتحصيل الرزق الطيب حتى لا يحس في أي وقت من الأوقات بأي نقص سواء أكان مادي أو معنوي....
ومـــرت السنــــوات والسنـــــوات
كبر عبد الرزاق وكبرت معه الأنفة و الدلال والتهور واللامبالاة فكل طلباته مجابة وكل ما تهفوا إليه نفسه يجده وطبعا كان هذا نتيجة حتمية لتدليل والديه له لأنهما دائما كانا ينظران إليه نظرة الفتى الصغير حتى بعد أن أكمل العشرين من عمره....
ذهب عبد الرزاق كغيره من أبناء الدوار إلى المدينة ليكمل تعليمه العالي هناك فهو رغم كل شيء كان يدرس بجد لأن والده أقنعه أنه سيمول له أي مشروع كيفما كانت تكلفته عندما ينهي تعليمه فقط أن ينجح ويحقق ذاته ليرفع رأس أبيه وأمه وسط ناس الدوار...
عمل السي عبد القادر وزوجته في مزرعتهما ليل نهار ليتحقق الحلم..فلا بأس إن كان عبد الرزاق يثقل كاهلهما بكثرة المصاريف ولا بأس إن لم يكن يتصل بهما حتى يبادرا هما إلى ذلك ولا بأس إن كان لا يأتي لزيارتهما إلا بين الفينة والأخرى فهو طبعا....مازال صغير وهو ضوء العين وراه مشغول بقرايتوا...
ومــــرت السنــــوات والسنـــــوات
وأخيرا تحقق الحلم... وأنهى الابن دراسته ..واقنع والديه بعمل مشروع كبير يحتاج أموال طائلة...
لم يتردد السي عبد القادر في بيع كل ما لديه من أراضي وبيوت لتحقيق رغبة ابنه كما وعده بعد أن وعده هو الآخر بغد أفضل في المدينة...
تزوج عبد الرزاق دون إذن والديه فطبعا هما أميين تفكيرهما قديم لا يتماشى والعصر الحديث عصر التكنولوجيا والجمال وبطبيعة الحال كانت زوجته من بنات التفتح والتقدم كما كان يحسبها في نظره ولم تقبل الزواج به إلا بعد أن وعدها أن تمهله فترة شهرين فقط ليبحث لوالديه عن مكان أخر يعيشان فيه...فهو لم يبق يرى إلا جمال زوجته وكيف يصل إلى مغاليق قلبها ولم ير له قط تعب والديه وكيف رسمت السنين خطوطا بارزة في وجوههما تظهران تعب وشقاء سنوات مضت من أجله...
بـــعــــد مـــــــرور شهــــــرين
...دخل عبد الرزاق من دوام عمله إلى البيت كما العادة...فسمع صوت زوجته يصرخ عاليا ووجد والدته تبكي بكاء مرا ووالده يضع رأسه بين يديه جالسا أرضا ينتظر وصول ابنه ليخلصه من بين براثين زوجته التي ما إن وصلت البيت ووجدت الأبوين فتحا المبرد و آخدا بعض ما اشتهت نفسهما حتى طاش عقلها وكأنهما ارتكبا جريمة كبرى...ما كان من عبد الرزاق إلا أن أيد زوجته معتبرا أن والديه يخلان بنظام البيت ويتطفلان في اغلب الأحيان على خصوصيات الآخرين....
هنا لم يتمالك الوالدان نفسيهما فهذه ليست أول إهانة توجه لهما وطلبا من ابنهما إما أن يطلق زوجته الناشز أو يخلي لهما البيت...
لكن المفاجأة أن عبد الرزاق أكد أن من يتوجب عليه الخروج هما والداه فالبيت مكتوب باسم زوجته وكل الأموال الأخرى محولة باسمه هو فلا مجال للنقاش!!!!!!
انهارت إلام المسكينة عندما سمعت هذا الكلام وذهل الأب ولم يدري ما يقول.......فقد حبس منه الكلام.
حمل السي عبد القادر نفسه المكلومة واصطحب زوجته خارجا في ذهول وشرود تامين ...أين سيذهب؟؟؟؟ولمن سيلجأ؟؟؟؟فقد باع كل ما لديه من أراضي و أملاك في الدوار وحتى إن هو عاد كيف سيواجه أهله وأقاربه هناك... فما كان منه إلا أن افترش وزوجته عتبة باب الابن ليس لاثارة شفقته ولا طلبا لرحمته...لكن ليرويا للعالم قصة ابن عاق وكيف سولت له نفسه رمي أبويه خارجا دون شفقة ولا رحمة
وكيف كان جزاؤهما بعد أن ضحيا بكل شيء ليكون هو كل شيء....
مضت بضعة أيام والأبوين على تلك الحال بعد أن خرس لسانهما وخارت قواهما وقرحت مقلتهما ولم تعد تسمع من فمهما إلا :الله اخلصك الحق اعبد الرزاق...
لينتهي بهما المطاف في دار من دور العجزة لينضما بذلك إلى سلسلة الآباء المبعدين المهمشين ويضيفا قصتهم إلى مجموعة من القصص الأخرى التي تدمع لها العيون وتدمى لها القلوب...
فاللهم ارزقنا بر والدينا وطاعتهما على الوجه الذي يرضيك عنا
آمـــــيــــــــن
عن قصة واقعية
للأسف
منقول
نعم لقد رزقه الله ابنا ذكر ها المرة اختار له من الأسماء اسم عبد الرزاق حمل الأب ابنه وطاف به كل إنحاء الدوار وعمل له عقيقة و ختان لم يسبق لأحد من الأهل أن عملها لما لا وهو من سيحمل اسمه ويعينه على دواير الزمان كما يقال ويكون ساعده الأيمن أينما حل أو ارتحل...
تمر الأيام والأيام والسي عبد القادر يرى فلذة كبده ينمو أمامه ويترعرع فهو كل شيء بالنسبة له ولأمه فكان من اللازم أن يضمن مستقبل ابنه بتحصيل الرزق الطيب حتى لا يحس في أي وقت من الأوقات بأي نقص سواء أكان مادي أو معنوي....
ومـــرت السنــــوات والسنـــــوات
كبر عبد الرزاق وكبرت معه الأنفة و الدلال والتهور واللامبالاة فكل طلباته مجابة وكل ما تهفوا إليه نفسه يجده وطبعا كان هذا نتيجة حتمية لتدليل والديه له لأنهما دائما كانا ينظران إليه نظرة الفتى الصغير حتى بعد أن أكمل العشرين من عمره....
ذهب عبد الرزاق كغيره من أبناء الدوار إلى المدينة ليكمل تعليمه العالي هناك فهو رغم كل شيء كان يدرس بجد لأن والده أقنعه أنه سيمول له أي مشروع كيفما كانت تكلفته عندما ينهي تعليمه فقط أن ينجح ويحقق ذاته ليرفع رأس أبيه وأمه وسط ناس الدوار...
عمل السي عبد القادر وزوجته في مزرعتهما ليل نهار ليتحقق الحلم..فلا بأس إن كان عبد الرزاق يثقل كاهلهما بكثرة المصاريف ولا بأس إن لم يكن يتصل بهما حتى يبادرا هما إلى ذلك ولا بأس إن كان لا يأتي لزيارتهما إلا بين الفينة والأخرى فهو طبعا....مازال صغير وهو ضوء العين وراه مشغول بقرايتوا...
ومــــرت السنــــوات والسنـــــوات
وأخيرا تحقق الحلم... وأنهى الابن دراسته ..واقنع والديه بعمل مشروع كبير يحتاج أموال طائلة...
لم يتردد السي عبد القادر في بيع كل ما لديه من أراضي وبيوت لتحقيق رغبة ابنه كما وعده بعد أن وعده هو الآخر بغد أفضل في المدينة...
تزوج عبد الرزاق دون إذن والديه فطبعا هما أميين تفكيرهما قديم لا يتماشى والعصر الحديث عصر التكنولوجيا والجمال وبطبيعة الحال كانت زوجته من بنات التفتح والتقدم كما كان يحسبها في نظره ولم تقبل الزواج به إلا بعد أن وعدها أن تمهله فترة شهرين فقط ليبحث لوالديه عن مكان أخر يعيشان فيه...فهو لم يبق يرى إلا جمال زوجته وكيف يصل إلى مغاليق قلبها ولم ير له قط تعب والديه وكيف رسمت السنين خطوطا بارزة في وجوههما تظهران تعب وشقاء سنوات مضت من أجله...
بـــعــــد مـــــــرور شهــــــرين
...دخل عبد الرزاق من دوام عمله إلى البيت كما العادة...فسمع صوت زوجته يصرخ عاليا ووجد والدته تبكي بكاء مرا ووالده يضع رأسه بين يديه جالسا أرضا ينتظر وصول ابنه ليخلصه من بين براثين زوجته التي ما إن وصلت البيت ووجدت الأبوين فتحا المبرد و آخدا بعض ما اشتهت نفسهما حتى طاش عقلها وكأنهما ارتكبا جريمة كبرى...ما كان من عبد الرزاق إلا أن أيد زوجته معتبرا أن والديه يخلان بنظام البيت ويتطفلان في اغلب الأحيان على خصوصيات الآخرين....
هنا لم يتمالك الوالدان نفسيهما فهذه ليست أول إهانة توجه لهما وطلبا من ابنهما إما أن يطلق زوجته الناشز أو يخلي لهما البيت...
لكن المفاجأة أن عبد الرزاق أكد أن من يتوجب عليه الخروج هما والداه فالبيت مكتوب باسم زوجته وكل الأموال الأخرى محولة باسمه هو فلا مجال للنقاش!!!!!!
انهارت إلام المسكينة عندما سمعت هذا الكلام وذهل الأب ولم يدري ما يقول.......فقد حبس منه الكلام.
حمل السي عبد القادر نفسه المكلومة واصطحب زوجته خارجا في ذهول وشرود تامين ...أين سيذهب؟؟؟؟ولمن سيلجأ؟؟؟؟فقد باع كل ما لديه من أراضي و أملاك في الدوار وحتى إن هو عاد كيف سيواجه أهله وأقاربه هناك... فما كان منه إلا أن افترش وزوجته عتبة باب الابن ليس لاثارة شفقته ولا طلبا لرحمته...لكن ليرويا للعالم قصة ابن عاق وكيف سولت له نفسه رمي أبويه خارجا دون شفقة ولا رحمة
وكيف كان جزاؤهما بعد أن ضحيا بكل شيء ليكون هو كل شيء....
مضت بضعة أيام والأبوين على تلك الحال بعد أن خرس لسانهما وخارت قواهما وقرحت مقلتهما ولم تعد تسمع من فمهما إلا :الله اخلصك الحق اعبد الرزاق...
لينتهي بهما المطاف في دار من دور العجزة لينضما بذلك إلى سلسلة الآباء المبعدين المهمشين ويضيفا قصتهم إلى مجموعة من القصص الأخرى التي تدمع لها العيون وتدمى لها القلوب...
فاللهم ارزقنا بر والدينا وطاعتهما على الوجه الذي يرضيك عنا
آمـــــيــــــــن
عن قصة واقعية
للأسف
منقول
الحلم الضائع- المراقب العام
- عدد المساهمات : 319
تاريخ التسجيل : 07/12/2010
رد: شئ لايصدق ولكن هذا الزمن ليس فيه عجائب
لا لا لا لا لا لا لا لا لا لا للحزن يالحلم الضائع محنا ناقصين حزن في المنتدى
بس الموضووووع جيد
بس الموضووووع جيد
سحر العيون- مشرق فعال
- عدد المساهمات : 97
تاريخ التسجيل : 25/12/2010
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى